Metropolis and Shifting Urban Memory
سامر بو صالح
على مدى تسعة عشر عامًا، تنقّلت سينما متروبوليس بين ثلاثة مواقع مختلفة في بيروت. افتُتحت أولًا في الحمرا، قبل يوم واحد فقط من اندلاع حرب تموز 2006، ثم انتقلت عام 2008 إلى "سنتر صوفيل" في الأشرفية، حيث استقرّت حتى اضطرّت إلى الإغلاق عام 2020 بفعل الأزمة الاقتصادية. وفي خريف 2024، وبعد أسابيع قليلة على انتهاء آخر عدوان إسرائيلي على لبنان، أعادت متروبوليس فتح أبوابها في موقع جديد، في مار مخايل.
ورغم أن المسافة الفاصلة بين هذه المواقع الثلاثة لا تتجاوز سبع دقائق بالسيارة، إلا أن كلًّا منها يقع ضمن واقع عمراني واجتماعي مختلف جذريًا. في هذا المقال المصوّر، الذي يوثّق هذه المحطّات الثلاث، حيث كانت متروبوليس وحيث أصبحت اليوم، تُستعاد ذاكرة سينما تتنقّل في فضاء مدينة لا تكفّ عن التقلّب بين الثبات والفقدان.
ورغم أن المسافة الفاصلة بين هذه المواقع الثلاثة لا تتجاوز سبع دقائق بالسيارة، إلا أن كلًّا منها يقع ضمن واقع عمراني واجتماعي مختلف جذريًا. في هذا المقال المصوّر، الذي يوثّق هذه المحطّات الثلاث، حيث كانت متروبوليس وحيث أصبحت اليوم، تُستعاد ذاكرة سينما تتنقّل في فضاء مدينة لا تكفّ عن التقلّب بين الثبات والفقدان.
A seven-minute drive separates each of these locations, yet each exists within a vastly different social and architectural reality. In documenting these three sites—where Metropolis was and where it now is—this photo essay explores the spatial memory of a cinema on the move, and of a city and its people, constantly navigating between permanence and loss.
Hamra
Metropolis’s first venue operated between 2006 and 2008 in the basement of the Saroulla Building in Hamra, an area long known for its lively cultural, intellectual, and political activity. The venue is a five-minute walk to the Central Bank of Lebanon, a focal point of protest during the 2015 demonstrations and the 2019 uprising. The neighborhood also saw successive waves of displaced population—including residents from Beirut’s southern suburbs, South Lebanon, and Syrian refugees—seeking shelter within the area during the 2006 and 2024 wars with Israel, as well as the early years of the Syrian civil war.
شكّل قبو مبنى "سارولا" في الحمرا، بين عامي 2006 و2008، أول مقرّ لـ متروبوليس. كانت الحمرا آنذاك مركزًا حيويًا للنشاط الثقافي والفكري والسياسي. المكان كان على بُعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام من مصرف لبنان، الذي كان موقعًا رئيسيًا للاحتجاجات خلال تظاهرات عام 2015 وانتفاضة عام 2019. كما شهدت المنطقة موجات متلاحقة من السكان المهجّرين من الضاحية الجنوبية، وجنوب لبنان، واللاجئين السوريين، لا سيما خلال عدواني 2006 و2024، ومع اندلاع الحرب السورية.
Achrafieh
Approximately four kilometers east of Hamra lies the Sofil Centre in Achrafieh, which served as the second home of Metropolis from 2008 until 2020. Metropolis Sofil was accessed by a small flight of a dozen steps that became an informal gathering space for audiences between screenings. Today, a construction sign stands at the site’s entrance, announcing the space’s imminent conversion into an upscale furniture store. Shards of shattered glass still cling to building facades, remnants of the 2020 Beirut port explosion that caused significant damage to this part of the city.
على بُعد نحو أربعة كيلومترات شرق الحمرا، احتضن "سنتر صوفيل" في الأشرفية مقر متروبوليس الثاني، من 2008 حتى 2020. وكان الدخول إلى السينما يتمّ عبر درج صغير تحوّل تدريجيًا إلى مساحة تلاقي غير رسمية للجمهور بين العروض. اليوم، تعلن لوحة إعلانية عند المدخل عن تحويل المكان قريبًا إلى متجر أثاث فاخر. لا تزال شظايا الزجاج المتناثر تلتصق بواجهات المباني المجاورة، شاهدة على آثار انفجار مرفأ بيروت في 2020، الذي ألحق دمارًا واسعًا بهذا الجزء من المدينة.
الأشرفية
Mar Mikhael
Situated less than 2 km east of its former location at the Sofil Center, Metropolis' new cinema is situated today in Mar Mikhael, a neighborhood characterized by its lively nightlife. The space was built directly facing the damaged grain silos of the port, across the coastal highway. In fact, Mar Mikhael was one of the most heavily destroyed areas during the 2020 port explosion. Like much of the country, the neighborhood remains dependent on private electricity generators, which have largely replaced the failing national grid since the onset of the economic crisis in 2019.
تبعد مار مخايل، المقر الجديد لـ متروبوليس، أقل من كيلومترين عن "سنتر صوفيل". تُعرف المنطقة بحياتها الليلية النشطة، وتقع السينما الجديدة مباشرة مقابل إهراءات القمح المدمّرة في مرفأ بيروت، على الجهة الأخرى من الأوتوستراد الساحلي. كانت مار مخايل من أكثر المناطق تضررًا من انفجار 2020، ولا تزال، كغيرها من أحياء المدينة، تعتمد على المولّدات الخاصة بعد انهيار شبكة الكهرباء الرسمية منذ بدء الأزمة الاقتصادية عام 2019.
مار مخايل
سامر بو صالح مصمم جرافيك لبناني وحروفي ومصور فوتوغرافي. بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في التصميم الجرافيكي، عمل كمصمم في وكالات مختلفة في بيروت والكويت قبل أن ينتقل إلى الممارسة المستقلة بعد أحداث عام 2020. تشمل أعماله مشاريع محلية ودولية، مع التركيز على الطباعة والتصوير الفوتوغرافي. انضم في عام 2021 إلى "استوديو بيروت للطباعة" كصانع مطبوعات مقيم، وأصبح لاحقًا مساعدًا ومدربًا في الغرفة المظلمة. من خلال انغماسه الكامل في هذه العملية، طوّر التزامًا عميقًا بالصورة المطبوعة، إضافة إلى الحرفية الدقيقة التي تتطلبها، وهو النهج الذي يحدد ممارسته اليوم. في عام 2022، حصل على مطبعة "هايدلبرغ ويندميل" تعود إلى عام 1957، وبدأ في إنشاء استوديو للطباعة على الحروف في مسقط رأسه بجبل لبنان.