نور: فكرة المقابلات هذه مع أفراد يعملون في إطار مؤسسات سينمائية مختلفة هي تأمل طرق عمل تلك المساحات من منظور علاقتهم مع الجمهور والتدقيق في كيف تساهم اختياراتهم الإدارية والفنية في تشكيل وجلب جمهور وفي تطوير العلاقة معه. فإلى جانب أدواركما المختلفة داخل سيماتك فكلاكما تتفاعلان بشكل مباشر مع الجمهور في وتيرة شبه يومية من خلال بيع التذاكر قبل العروض. هل ورد في بالكما سؤال من هو جمهورنا؟ وإن كان قد ورد، في أي سياق، وماذا كانت الإجابة؟
ياسمين: يُطرح السؤال كثيرًا. الجمهور المتخيل في البداية كان من صناع وصانعات الأفلام والعاملين/ات حول السينما من نقاد وكتاب. بدأنا بورش عمل، فكنا دائماً نقول إن هذه هي الدائرة الأساسية المفترض لنا خدمتها وأن أنشطتنا موجهة لها بالأساس سواء من ناحية برمجة الأفلام أو الورش أو المحاضرات ولكن الفكرة تغيرت مع الوقت لأن سيماتك نفسها توسعت في مواكبة للتغيرات التي طرأت على المشهد المحلي فيما يخص السينما وأصبح هناك أرشيف وهو مساحة للباحثين والطلاب بالإضافة إلى قاعة عرض ومكتبة. مؤسسو سيماتك في البداية، و قبل بناء قاعة العرض الحالية، رأوا أن العروض في سيماتك بمثابة منبر لصناع وصانعات الأفلام الصاعدين/ات الذين لا يستطيعون عرض أفلامهم/ن لأسباب مختلفة. فمع وجود سيماتك يصبح بإمكانهم/ن استخدام المساحة لعرض ومناقشة أفلامهم/ن. لكن كما قلت تغيرت بعض تفاصيل فهمنا لدورنا، وأثّر ذلك على نوعية البرامج التي نقدمها وجمهورنا المتخيل، مع التوسع، ومع فتح قاعة العرض الحالية وبدء العمل على الأرشيف والمكتبة، ومع انضمام أفراد جدد لفريق العمل. في البداية كان فريق سيماتك من صناع الأفلام. وفي 2013 انضممت وساندرا وماجد لهم. ونحن لنا خلفيات متعددة ومختلفة عن بعضنا البعض
نور: منذ بداية عمل سيماتك وهناك توتر ما بين اهتمامكم/ن بخدمة صناع وصانعات الأفلام من ناحية واهتمامكم/ن بالمشاركة في ثقافة سينمائية تلعب المشاهدة والبحث جزءاً مهما منها من ناحية أخرى. هو توتر ربما يظهر لأن سيماتك تحاول أن تربط بين أنواع مختلفة من النشاط السينمائي، فتوجد بداخلها قاعة لمشاهدة وعرض الأفلام ومعامل تحميض ومونتاج ومعدات وأيضا أرشيف سينما ومكتبة. يبدو أن كل نشاط له جمهوره الأساسي وقد يختلف هذا الجمهور ما بين نشاط وآخر
ياسمين: جاء اسم سيماتك من رغبة في التلاعب بلفظين. الأول هو لفظ “السيما” وهي الكلمة الدارجة عن السينما في العامية المصرية واستخدامها يسترجع بعض الأفكار والمشاعر عن جماهيرية السينما وعلاقة أماكن عرضها بأنشطة اجتماعية مختلفة. واللفظ الثاني هو “سينماتك” وهي مكان يحافظ على تاريخ السينما ويخلق مجالات وسياقات لزيارة وتناول هذا التاريخ بكل ما يحتوي من تجارب وصور وأفلام وكتابات في الحاضر. اللفظان يشيران إلى بعدين مختلفين من اهتمام سيماتك ودمجهما يجعلنا نتساءل بشكل دوري عن من هو جمهورنا و ماهية أنشطتنا والدوائر التي نخدمها. عندما بدأنا برنامج العروض
كنا نفكر باستمرار في كيف يمكننا بناء جمهور من خلال البرنامج. جمهور يصير مع الوقت متورط في نشاط سيماتك وفي النقاشات والأنشطة الأخرى التي نقوم بها

نور: ماذا تقصدين بـ “بناء جمهور من خلال البرنامج”؟
ياسمين: عندما فتحنا أبوابنا في 2016 بعد الانتهاء من برنامج مراجعة الذاكرة كانت هناك تساؤلات عما نريد أن نعرضه في سيماتك. تساؤلات لها علاقة بمن هو جمهورنا المتخيل. كنا نعلم مثلا أنه من الضروري ترجمة الأفلام الأجنبية إلى اللغة العربية وكنا نعلم أيضا أننا نريد برنامجا يمكن أن يهتم به شرائح مختلفة وليس مجموعة ضيقة مثل جمهور وسط البلد أو جمهور صناع الأفلام فقط. بالتالي بدأنا التفكير في برنامج سبتمبر 2016 وهذا البرنامج لم يكن مهتمًا بتيمة معينة وإنما بطرح مجموعة تساؤلات وأفكار حول السينما والأفلام والذاكرة الثقافية والنقاش حولها. برنامج سبتمبر 2016، أول برامج سيماتك للعروض، كان يتساءل عن الهوية، هويتنا نحن كمساحة سينمائية في القاهرة اليوم، والهوية في ارتباطها بالفرد والمجموعة، وكيفية تشكيلها في علاقة مع المحيط من ديناميات سياسية واجتماعية وثقافية. سوف تجدين أن مقدمتي برامج أكتوبر وسبتمبر 2016 تطرحان بعض هذه الاسئلة لأننا كنا كفريق عمل سيماتك حقاً نتساءل عن ذلك، ولاسيما بعدما اضطررنا للتوقف عن العمل فجأة في2015
نور: سبق وقلتِ أنكِ لا تجدين متعة كبيرة في البرامج التي تبدأ من اهتمام بمحيط جغرافي معين، مثلا الاهتمام بالسينما من أمريكا الجنوبية أو السينما الأسيوية، وإنما تفضلين البدء من مجموعة أسئلة أو أفكار لها علاقة بالسينما ولغتها وما يحيط بها من مجتمع وتاريخ. مقدمات برامجكم حتى الآن تأتي في شكل دعوة للمشاهدة معا. أتذكر في مقدمة برنامج فبراير 2017 أنكم كتبتم: زعلى الرغم من استحالة إنكار دور الإنترنت في مساعدتنا على الوصول لكمّ لا حصر له من المحتوى، إلا إنه لا يوجد مثيل لتجربة مشاهدة فيلم في صالة العرض. ولا يمكن للإنترنت أيضا أن يوفر الاعتناء الشخصي الذي يتحلّى به فريق سيماتك في تنظيم برنامج العروض، والتي يستمتع بتقديمها لجمهوره. في النهاية، كلما زادت مساحات عرض ومناقشة الأفلام، كلما زادت قوة الصناعة: وكفريق مُكَوّن من صناع أفلام، ومديرين فنيين ومؤرخين، نحن نعتز بهذه القيمة. كيف يمكن أن نربط ذلك بما طرحتِ عن العلاقة ما بين تشكيل برنامج العروض و”بناء جمهور”؟
ياسمين: ربما يرتبط الموضوع بخلفيتي لأني كنت أعيش خارج مصر فترة، وكانوا كل بعض الوقت ينظمون أسبوع فيلم عربي وكأن كون الأفلام “عربية” يكفي لعمل البرنامج أو لتقديمه للمشاهدين/ات هكذا كأفلام عربية. لم يكن الموضوع مشجع على الإطلاق بالنسبة لي. في سيماتك، برنامج “السينما العربية الوثائقية” كان له منطقة جغرافية يهتم بها لكن الاهتمام كان لربط الظروف السينمائية والثقافية والاجتماعية في هذه المنطقة بالإنتاج السينمائي فيها. عامة لا أفضل البرامج التي تأخذ تيمة معينة كإطار وإنما ستجدين أن الموسيقى تيمة موجودة في برنامج مارس 2017 مثلا. لكن ثمة فرق ما بين برنامج يحاول أن يستخلص تيمة مشتركة ويعرضها وبرنامج تتشكل من خلاله مجموعة من التساؤلات حول ماهية السينما البديلة كما فعلنا في برنامج أكتوبر 2017 أو عن السينما العربية الوثائقية في برنامج إبريل/مايو 2017 أو عن الموسيقى والسينما في برنامج مارس 2017. في بعض الأحيان طرح مفهوم أو تيمة يستطيع الجمهور الإمساك بها والتفاعل معها يكون مقدمة لأسئلة أوسع قد يطرحها البرنامج في شكله المفصل
نور: بالنسبة لي ما تطرحينه هو سؤال صياغة; صياغة سبب الاهتمام بموضوع ما، وقد يستطيع برنامج بدأ من اهتمام ببقعة جغرافية أو تيمة معينة طرح أسئلة مهمة حول الاستعمار وعلاقتنا مع الحدود أو التدقيق في حركة سينمائية جديدة تتشكل هويتها في أعمال مجموعة من السينمائيين/ات في تلك المنطقة. فما تكبتونه عن برنامج الموسيقى مثال عن ذلك في رأيي حيث ذكرتم/ن في مقدمة البرنامج أنه “سوف يكون التركيز مبدئياً على الموسيقى كمصدر قوة للحراك الاجتماعي، وقدرتها على بلورة روح معينة، وحضورها كعنصر رئيسي في الثورات الشعبية”. هل هو فقط موضوع صياغة بالنسبة لكِ؟
ياسمين: ربما، لكننا عملنا بشكل مختلف على برنامج مارس 2017 لأننا بدأنا من تيمة الموسيقى وبعد ذلك بدأنا التفكير في كيف يمكننا أن نطور بعض المحاور حول هذه التيمة وما نقصده أصلاً باهتمامنا بها. فربما هو سؤال منهجيات عمل أيضا. وكان برنامج مارس 2017 ناجح للغاية ولا أعلم إن كان ذلك بسبب بدء العمل على استراتيجية التواصل في نفس التوقيت ولا لسبب له علاقة بنوع البرنامج والاهتمام بالموسيقى. الحضور كان أعلى بشكل ملحوظ عما سبق.
ورجوعًا إلى سؤالك، سيماتك لا تحمل رسالة واحدة بلا شك – أقصد أننا لا نلجأ دائما لأطر مثل الهوية والاستعمار والحراك الشعبي وما شابه لتشكيل خطاب ما حول برامجنا. نهتم بالطبع بطرح هذه الأسئلة ولكن لابد من سياق أكثر تحديدًا نبدأ منه تشكيل نوع برنامج العروض وفي النهاية هو برنامج عروض سينمائية فالسينما بتاريخها وتجربة المشاهدة الجماعية هي الاستلهام الأول لنا
نور: وعندما قلتِ البدء في العمل على استراتيجية التواصل في نفس التوقيت كنتِ تقصدين البدء في العمل عليها أثناء تشكيل البرنامج؟
ساندرا: لا، تعمل ياسمين على البرنامج وبعد ذلك أتشاور أنا وهي حول جانب التواصل مع الجمهور وكيف نريد أن نربط برنامج العروض بأنشطة أخرى مثل ورش العمل والمعارض والنقاشات وما إلى ذلك. تلك الأنشطة جزء من البرنامج ولكن نعمل معًا على كيفية تقديمها للجمهور
.

نور: ما هي طرق التواصل الأساسية مع الجمهور؟
ساندرا: أرى فيسبوك الآن من أهم طرق تواصلنا مع الجمهور وهو يعطي الفرصة تقدم عبره أنواع مختلفة من المحتوى. في سيماتك يوجد لدينا قائمة بريدية وهي مهمة للوصول للأشخاص الذين ليس لديهم/ن حسابات على فيسبوك ونستخدم القائمة البريدية غالباً في إرسال برنامج الشهر وبعض المعلومات عن نشاطنا بشكل شبه دوري. لكن للتواصل اليومي أو الأسبوعي والإعلان عن الفعاليات والأنشطة أول بأول يكون عبر فيسبوك. وأعتقد أن الفئات العمرية -الأصغر من 18 سنه أو أقل- أصبحوا يستخدمون بشكل أكثر الآن الإنستجرام وليس الفيسبوك لكن في سيماتك استخدامنا للإنستجرام مازال في طور التطوير
ياسمين: ومنذ البداية كنا حريصين أيضا على طباعة البرنامج وتوزيعه في أماكن مختلفة وعلى وجود هوية بصرية قوية ومستمرة لبرامج سيماتك مما ساعد في التفاعل مع الجمهور عبر وسائل التواصل المختلفة
نور: دعيني أعود إلى النقطة التي أثارتها ياسمين في البداية وهي أن سيماتك بدأت كمساحة تخدم بالأساس السينمائيين/ات و كما قلتِ تغيّر ذلك، كيف يؤثر هذا على تفكيركما في خطة التواصل؟
ساندرا: لا أرى أن السينمائيين/ات يحتاجون طريقة مختلفة في التواصل معهم/ن. المؤسسة تخدم جمهورها كما هو وليس كما تتخيله أن يكون. بمعنى أن جمهور سيماتك من خلفيات متعددة ونحن مهتمون/ات باستقبال أفراد من خلفيات متنوعة في الاهتمامات والسن والتخصصات فبالتالي هذا هو الدافع الأساسي في تشكيلنا خطة للتواصل مع الجمهور
ياسمين: صناع وصانعات الأفلام لهم/ن مكانهم/ن في سيماتك من خلال ورش العمل و معمل التحميض ومن خلال عرض أفلامهم/ن. ولكن الأشخاص الذين يأتون للورش ليسوا بالضرورة أولئك الذين يأتون للعروض والعكس صحيح. لو فكرنا كثيرا فيما تتوقع منا هذه أو تلك الفئة من الجمهور سنستهلك وقتًا بلا جدوى لأن الأهم هو تحديد رؤية واضحة لبرنامج سيماتك ولما نراه أنه القيمة التي تضيفها للمحيط بها من نشاط سينمائي وثقافي. وبالتأكيد هناك خلل في البنية التحتية للنشاط والعمل السينمائي وبالتالي من المهم توفير فرص لصناعة الأفلام ومناقشتها لكن ما الدور بالتحديد الذي نريد من سيماتك أن تلعبه في نشاط صناعة السينما ،هذا هو السؤال. لذلك رأينا أنه من المفيد ومن أكثر الطرق تأثيرًا أن تكون علاقتنا مع صانعات وصناع الأفلام قائمة بالأساس على عرض ومناقشة أفلامهم/ن

معرض للمواد الأرشيفية في الموسم الأول من برنامج ”مراجعة الذاكرة” في المساحة التي سوف تصبح فيما بعد غرفة الأرشيف، ٢٠١٥ – بإذن من سيماتك – مركز الفيلم البديل، تصوير: إيهاب عبدو
نور: دعونا نعود إلى برنامج مراجعة الذاكرة وهو أول برامج سيماتك منذ افتتاحها في 2011 ولكنه لم يحدث داخل حيز مكان سيماتك وإنما في أماكن خارجه في شكل معارض وعروض ونقاشات وصدرت أيضا مطبوعة صغيرة. هل جمهور مراجعة الذاكرة أتى لاحقاً إلى سيماتك؟
ياسمين: برنامج مراجعة الذاكرة كان يركز على تطوير أرشيف سيماتك وعلى ضم مقتنيات جديدة له وعلى أفكار حول الأرشيف والتاريخ والذاكرة الثقافية السينمائية. كنت أذهب لمن كانوا مهتمين/ات بالتبرع بأرشيفهم/ن الشخصي. كنا نتحدث بالطبع عن سيماتك وكانوا يزورون المكان أحيانا قبل الانتهاء من تجهيزه. خلال البرنامج تحدثت مع أفراد مختلفين ولم يكونوا فقط من صناع وصانعات الأفلام أو الصحفيين/ات أو المهتمين/ات بتجميع مقتنيات حول الأفلام والسينما وإنما أفراد لهم اهتمامات متباينة. وبالمناسبة هؤلاء المجمعون/ات المهتمون/ات بتاريخ السينما المادي فئة أخرى تخدمها سيماتك ولعملنا معهم/ن في إطار برنامج مراجعة الذاكرة أصبح من الممكن الآن أن يأتي طلاب وباحثين/ات للاطلاع على مواد أرشيفية عن السينما
وبرنامج عشاء سينمائي هو برنامج آخر خارج حيز مساحة سيماتك نقوم به مع مطعم عيش وملح ويجعلنا نوسِّع دوائر جمهورنا بشكل عضوي بينما نستكشف سياقات جديدة للمشاهدة الجماعية للأفلام وأبعاد مختلفة للتجربة السينمائية
نور: لدي سؤال قد يكون حساسا بعض الشيء: طُرحت في بعض حلقات النقاش التي قمنا بها فكرة احتياج مجموعات من الأفراد لمساحات آمنة ويرى البعض أن مساحات ثقافية مثل سيماتك قد تكون أقرب ما نملك إلى هذه الأماكن في الوقت الحالي بسبب تقلص المساحات التي تسمح للناس باللقاء والنقاش العام عن أمور تهمهم/ن. تذكرت هذه النقطة للتو لحديث ياسمين عن التجربة السينمائية وأهمية تعدد السياقات الاجتماعية التي تحدث فيها المشاهدة الجماعية
[…]
ساندرا: ما زلت أفكر في سؤالك. سؤال صعب لأني لا أفهم بالتحديد ما تعنيه أنتِ أو من ذكر هذه النقطة في حلقات النقاش بالمساحة الآمنة. هناك عوامل كثيرة خارجة عن أيدينا. لو وصل لنا مثلا أن هناك متحرش في المكان سوف نطرده بلا شك لكن قد تكون هناك أشكال من المضايقات لا تصل إلى علمنا. ولكن نحرص أن يكون فريق سيماتك متواجد في المكان أثناء وجود الجمهور للعمل على جعل سيماتك مساحة خالية من المضايقات قدر الإمكان.
ياسمين: أكيد نحن في حاجة إلى أماكن نستطيع أن نقابل فيها أفراد آخرين يشاركونا في التوجهات والاهتمامات. لكن ما زالت هناك اختلافات بين هؤلاء الأشخاص لو نظرنا إليهم من منطلق آخر بعيد عن اهتمامهم/ن بالسينما. أعني أنهم قد يوافقون بعضهم الرأي حول السينما ولكن آرائهم/ن حول أمور أخرى قد تكون مختلفة تماما وهذا يظهر أحيانا في النقاشات.

نور: مصطلح مساحة آمنة معبّأ بمعاني كثيرة ولكن دعونا نقول أني أقصد به مساحة واعية للهويات الاجتماعية المختلفة للأشخاص وواعية بتأثير هذه الخلفيات من ناحية النوع الاجتماعي، والطبقة، والعرق على تجربة الذهاب إلى السينما. فهي تجربة تختلف حسب الشخص الزائر لقاعة العرض وتتقاطع مع العلاقات الأوسع في المجتمع
ساندرا: هذا له علاقة بمدى وعينا نحن كفريق سيماتك بهذه الأمور. حق للجمهور أن يكون سيماتك مكانا خالياً قدر الإمكان من مضايقات نتاج أفعال مثل التحرش وما شابه من سلوكيات فيها عنف. نأخد هذه الأمور على محمل الجد ولكن لا يمكنني أن أضمن أن نقاشاً لن يتم خلاله طرح بعض الأفكار التي قد نختلف معها. مع وجود جمهور خلفياته متعددة هناك دائماً احتمال طرح أفكار قد تختلف معها مجموعة أو أخرى
ياسمين: بالطبع، أوافق مع ساندرا
بالصدفة حدث ذلك على الأقل ثلاث مرات من فترة قصيرة أن آباء أو أمهات يأتون مع أولادهم أو بناتهم لسيماتك فقط للتأكد أن المكان – سينما في الدور الخامس في شارع عدلي – مناسب لوجودهم/ن فيه بمفردهم/ن. وفي رأيي غالبا ما يكون هذا له علاقة بالطبقة الاجتماعية لأنه يبدو في بعض الاحيان أن التخوف هو من وجودهم/ن في سينما في وسط البلد وليس بالضرورة من وجودهم/ن في السينما في العموم. وجودنا في وسط البلد أعتقد أنه يضيف بعداً آخر على سؤالك عن تأثير السياق الاجتماعي على تجربة الذهاب إلى السينما لأن سينمات وسط البلد في السنين الأخيرة أصبحت لها صورة معينة في الأذهان مرتبطة بما يحدث ربما أثناء الأعياد في السينمات التجارية من خناقات وتحرش ومضايقات
نور: وهل ترون سيماتك دائما في وسط البلد؟
ساندرا: أنا أتخيل سيماتك في وسط البلد أو على الأقل قريبة من المراكز الثقافية الأخرى لأن جمهورنا مشترك نوعاً ما وأعتقد قربنا منهم يساعد على استمرارية وجودنا
ياسمين: والبعد الجغرافي أيضاً مهم لأن موقعنا في وسط القاهرة يجعل من السهل الوصول لنا. لا أراها خارج وسط البلد أيضاً، كما قالت ساندرا، الشراكات مع المؤسسات الثقافية حولنا لعبت دوراً محورياً في مساندة سيماتك في بداية عملها
تقوم ياسمين دسوقي بتجميع وترميم الأفلام من خلال عملها على أرشيفات السينما وبرامج العروض وهي الآن المديرة الفنية لسيماتك- مركز الفيلم البديل في القاهرة. درست السينما وأرشفة الأفلام وحفظها في جامعة نيويورك ثم أتت إلى مصر للعمل مع أفلام مصر العالمية على أرشيفهم
ساندرا جوفاني تعمل مسؤولة تواصل في سيماتك منذ صيف 2017. وفي 2014 كانت من فريق تأسيس سيماتك. وفي 2015 كانت تعمل منسقة مشروعات في مجال البرمجيات