مقابلة مع أمل رمسيس وسلمى شكرالله: مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة

نور: المهرجانات السينمائية المحلية على أشكالها أصبحت، في ظل انكماش صالات السينما، مساحات أساسية لتكوين جماهير سينمائية متعددة في اهتماماتها وأنواع الأفلام التي تشاهدها وتصنعها وتنتقدها. لكن هل المهرجانات السينمائية قادرة في الوقت الراهن على خلق مساحات سينمائية تساهم في إنتاج ثقافي بديل عن السائد وما هو السياق السينمائي والثقافي والاجتماعي الذي يتشكّل من خلال مهرجانات السينما؟ أردت أن أناقش الأمر معكنّ بالأخص لأن مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة قد استوقفني. فهو مهرجان يعقد مرة في السنة بلا انقطاع منذ 2008 في أماكن مختلفة بالقاهرة ومؤخراً في بعض المحافظات ويهتم بإيجاد مساحة لأفلام أخرجتها سينمائيات، فهو لا يطرح فقط أفلاماً غير متاحة في دور العرض المحلية وإنما يسلط الضوء بالخصوص على الأفلام التي صنعتها
النساء العربيات والنساء من أمريكا الجنوبية إلى جانب عرض أفلام لمخرجات من كل أنحاء العالم

 أمل: بدأ مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة في 2008 في شكل قافلة لسينما المرأة العربية واللاتينية وكان اسمه “بين سينمائيات” ويعقد في القاهرة مرة كل عام  في مركز الإبداع بدار الاوبرا، ويخرج من برنامجه مجموعة أفلام تعرض في العام نفسه مرة أخرى في بلدان بأمريكا اللاتينية والمنطقة العربية وإسبانيا. كانت سنة 2013 لحظة تحول، فقد شهدت تحول قافلة سينما المرأة العربية واللاتينية التي تعرض فقط أفلام من العالم العربي وأمريكا الجنوبية إلى مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة حيث بدأنا عرض أفلام من كل أنحاء العالم. وبقيت قافلة سينما المرأة العربية واللاتينية كقسم من أقسام المهرجان المتعددة، وهو القسم الذي يزور على مدار العام بلادًا أخرى من العالم العربي وأمريكا اللاتينية

في 2013 بدأنا أيضاً إقامة عروض في أماكن أخرى بجانب مركز الإبداع، بمسرح الفلكي ومعهد جوتة بوسط البلد وكان التوسيع مجازفة في وقتها شجعتنا عليها “ثقتنا” في الجمهور. في 2013 كانت وسط البلد ممتلئة بالحواجز الأمنية والتي قيّدت بشكل كبير حركة الناس وكان هناك حظر تجول مما انعكس على قلة الفعاليات الثقافية في المنطقة. فكانت مجازفة أن نعرض في وسط البلد في ذلك العام ولكنها كانت سنة رائعة. آخر عرض كان يبدأ في التاسعة مساءً وينتهي في الحادية عشر ليلاً. ومع الظروف التي كانت وقتها، كان العرض متأخراً بالنسبة للكثيرين لكن الناس كانت تأتي. قدّروا أننا أخذنا المجازفة. نظّمنا المهرجان السينمائي الوحيد على مدار العام. في 2013 أيضاً تغيّر موعد المهرجان لشهر نوفمبر لكن أخذنا قراراً بعدها بالعودة لشهر مارس لأن طوال السنة عُقِدت مهرجانات قليلة، بينما يزدحم عدد كبير من المهرجانات في نوفمبر من كل عام. بدأنا جائزة الجمهور في السنة نفسها وهي الجائزة الوحيدة في المهرجان. شيئان لا نفكر في تغييرهما أبدًا: ألا يكون المهرجان مجاني و ألا نستطيع ترجمة الأفلام إلى اللغة العربية. لو عجزنا عن ذلك، ساعتها سنصبح كأي مهرجان آخر ولا داعي أن نبقى موجودين

نور: الربط ما بين المرأة العربية واللاتينية والجماهير السينمائية في البلاد العربية وأمريكا الجنوبية من خلال القافلة نقطة لا تتغير في المهرجان أيضاً، وهي نقطة عميقة لأنها تشير إلى رؤية وموقف ثقافي واجتماعي يتعدى الاهتمام بمجرد عرض أفلام غير متاحة للجمهور المصري في صالات السينما

أمل: يطول الحديث في هذا الموضوع لكن مثلاً في 2010، ولم تكن هناك  حتى بوادر للثورة، عرضنا فيلم تشيلي اسمه “أبناء بينوشيه” للمخرجة بولا رودريجز زيكرت عن فترة الديكتاتورية العسكرية في تشيلي وكيف استطاع الناس من خلال المظاهرات والاضرابات والحركات العمالية والحركات الطلابية أن يعزلوا الديكتاتور بينوشيه. الفيلم يتحدث عن لحظة نزع الديكتاتور والتحول فيما بعدها، هل تغيّر النظام أم لا؟ وهؤلاء الذين كان لهم دور في التغيير، أين ذهبوا؟ لم ننسَ هذا العرض حتى اليوم. عرضنا الفيلم في مركز الإبداع وهي صالة تتبع وزارة الثقافة وكل الأفلام يكون إلزامياً أن تمرّ على الرقابة. الفيلم مرّ على الرقابة وأعطوا إذنا بالعرض، والصالة كانت ممتلئة بالحضور والمخرجة جاءت من تشيلي وأثناء المناقشة معها في القاعة كان التفكير كله فيما لو أن مبارك ترك الرئاسة ماذا سنفعل؟ وكيف يمكن أن نستفيد من تجربة تشيلي لأن بالفعل ثمة أشياء مشتركة فيما بيننا؟ في مايو 2010 حدث هذا النقاش. هذا أحد الأمثلة لأننا نسعى دوما لعرض أفلام ليست لأنها فقط لمخرجات نساء لكن لأنها أفلام تعرض قضايا تهم هؤلاء المخرجات. بمعنى أن أهمية عرض هذه الأفلام في السينما تكمن في علاقتها بالواقع المعاش للجمهور والمخرجات صاحبات الأفلام

عرض أفلام ورشة الدقيقة الواحدة ومناقشتها مع المشاركات، كان موضوع الورشة هذا العام ”السعادة” وتم تنظيمها في النوبة والمنيا والقاهرة، ٢٠١٧ – بإذن من مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة، تصوير: نيكاتي سونميز

نور: في رأيي هذا مثال عن كيف نجلب “جمهوراً” من خلال خطاب ما يتشكّل من خلاله ومعه مجال لتشارك الأفكار. تلعب الرؤية الفنية للبرنامج دورا مهما في هذا الموضوع لأنها هي التي تعطي الملامح الأولى لهذا الخطاب وهذه المساحة التي نتجمع فيها وننطلق من خلالها. مهتمة بأن أعرف كيف يتشكل برنامج المهرجان

أمل: هناك جزءان: الأول أن المهرجان يستقبل أفلاماً تتقدم بها مخرجات، والثاني يخضع لاختياراتنا من أفلام عُرِضت في مهرجانات أخرى دولية. فيما عدا “صندانس” و”تورونتو” أغلب المهرجانات في أوروبا، لكن في العموم كل مهرجان ممكن أن تستشفّي “المنطقة” أو “التقاطع” المهتم به. ثمة فروق بين لوكارنو والبيرلنالي مثلاً وكل منهما يمكن أن نجد فيه نوع سينما مختلفاً نسبياً، وبهذا المعنى يمكن أن تظهر لمهرجان القاهرة لسينما المرأة برامجه المهتمة ببعض التقاطعات ما بين الأفلام التي عرُضت في تلك المهرجانات. لكن الأفلام هي التي تفرض نفسها على المهرجان فلا نقول مثلا أننا سوف نتحدث عن حقوق الإنسان وبالتالي نختار الأفلام التي تناقش حقوق الإنسان أو الإنسانية أو أيا ما كان. على العكس، نرى ما هو حاضرٌ من إنتاج سينمائي وما تحاول المخرجات قوله من خلال أفلامهن ومن ثم نفكر في أساليب لطرح هذه الأفلام بطريقة قد تثير حواراً ونقاشاً ما بينهن وما بين أفلامهن. الاختيار هدفه تشكيل هذا الحوار

نور: هناك شيء ملاحظ خلال مشروعنا البحثي، وهو أنه على الرغم من إغلاق عدد كبير من قاعات السينما أبوابها في المنطقة العربية ككل إلا أن عدد المهرجانات السينمائية يزيد بشكل ملحوظ

…أمل: هذه مشكلة

نور: أوافقك، لكن لماذا في رأيك الأمر مشكلة؟

أمل: من ناحية، السينمات في مصر تعرض نوعين من الأفلام بشكل أساسي وهما المصري والأمريكي الهوليوودي. وبعيداً عن هذين الخيارين لا توجد تنويعات إلا في القليل جداً. تذاكر السينما هي الأخرى مرتفعة الثمن تصل في بعض الأحيان لخمسين أو سبعين جنيه! لذا أعتقد أن هاتين النقطتين تؤثران على عادات الجمهور ويعطيان ميزة لمهرجان يقوم بعرض نوع مختلف من الأفلام مجانًا في القاهرة. من ناحية ثانية، ولهذا هي مشكلة، ليس صحياً أن على مدار السنة يكون عدد محدود من الأفلام متاحًا للمشاهدة في السينما وعدد كبير من المهرجانات مُتكدِّسة في شهور قليلة

.سلمى: ومعظم المهرجانات المحلية في أماكن من الصعب الوصول إليها أو غير معروفة للجمهور أصلاً

أمل: لو كان هناك مهرجانات سينما في أسيوط أو في المنيا أو في قنا، ستُثنين على الأمر، بالرغم من عدم وجود سينمات، فالناس تشاهد الأفلام وتنظم فعاليات سينمائية. لكن الحقيقة أنكِ تجدين خارج القاهرة أن أغلب المهرجانات في أسوان أو في شرم الشيخ أو في الجونة من تنظيم وزارة الثقافة أو رجال أعمال. لو هذه المهرجانات موجودة وهناك مهرجانات في محافظات أخرى مثل التي ذكرتها يمكن القول بأنها ظاهرة صحية وأن هناك جمهورًا سينمائيًا متنوعًا بدأ مرة أخرى بالعودة إلى مشاهدة الأفلام في السينمات والاشتراك في خلق ثقافة سينمائية واسعة في مصر لكن التكدّس الزمني والجغرافي غير صحيين ويقصيان عدداً ليس بقليل من الشرائح.

سلمى: ٢٠١٧ السنة الأولى التي قدم فيها مهرجان بانوراما الفيلم الأوروبي، الذي تنظمه زاوية، عروضاً خارج القاهرة، أليس كذلك؟

نور: أعتقد أنهم بدأوا في دورة سابقة، ٢٠١٥ كما أتذكر، وهم ينظمون العروض مع شباب ومبادرات من المحافظات المستضيفة

أمل: على سبيل المثال، في تونس هناك مهرجان يسمى “مهرجان قليبيه لسينما الهواة”، على البحر، والصالة على مساحة كبيرة تستوعب 1500 شخص وهو من تنظيم الجامعة التونسية لسينما الهواة.  كل يوم، في العاشرة مساءً يعرض فيلم واحد والدخول مجاني. لديهم جمهور رائع في الصيف لأن الشباب يحبون الذهاب إلى البحر لكي يستمتعوا أيضاً بحضور المهرجان وخوض نقاشات ثرية جداً. يأتي الشباب ويتناقشون بحماس شديد، هذا وقليبيه مدينة ساحلية صغيرة بالمقارنة مع تونس العاصمة

نور: هذه أمثلة على نشاط سينمائي وثقافي غير محصور في العاصمة أو المدن الكبيرة أو النخب الثقافية لكن هل المهرجانات المحلية تخلق بالضرورة بنية تحتية حقيقية لتدوير الأفلام وتوسيع دوائر المشاركة في الثقافة السينمائية؟ أعتقد أن لا تزال هناك حاجة لتطوير شبكات جديدة لتوزيع وعرض الأفلام لديها استمرارية أبعد من المهرجانات ولكننا أصبحنا نتعامل مع المهرجانات المحلية كبديل لتطوير منظومة توزيع للأفلام. المهرجانات الآن هي الوسيلة الوحيدة تقريباً في أماكن كثيرة التي تصل بها بعض الأفلام العربية إلى الجمهور في المنطقة العربية، لكن عرضاً واحداً في إطار مهرجان لا يغني عن ضرورة تطوير منظومة التوزيع والعرض للأفلام بشكل عام في مصر والبلاد الأخرى

أمل: المهرجانات جزء من هذه المنظومة وليست بديلاً عن قاعة السينما ولكن أردت أن أوضح من مثال مهرجان قليبيه أن المهرجان يمكن أن يكون فرصة لمشاهدة عدد من الأفلام في مناخ تفاعلي وتشاركي له طبيعته الخاصة وهذا شيء فريد في علاقة المهرجانات بالجمهور على عكس قاعة السينما الدائمة. المهرجان وقاعة السينما مشروعان مختلفان. السؤال هو كيف نخلق مساحات مختلفة لعرض أفلام متنوعة على مستوى من أخرجها/أخرجتها، وعلى مستوى طرحها السينمائي وتعاملها مع الواقع الاجتماعي والثقافي

عرض فيلم “أبناء بينوشيه” في جامعة القاهرة وجلسة نقاش مع المخرجة باول رودريجز زيكرت في إطار برنامج “أفضال أفلم الدورات السابقة” وكان أول عرض للفيلم في 2010 في مركز البداع، 2017 – بإذن من مهرجان القاهرة الدولي ليسنما المرأة، تصوير: نيكاتي سونميز

نور: يراودني أحياناً سؤال عن المهرجانات المتخصصةمهرجانات المرأة أو مهرجان سينما نوبية في مصر كمثال أو مهرجان سينما عربية في برلينهل هي أماكن يأتيها جمهور يجمعه هوية اجتماعية وثقافية معينة و اهتمام لحظي بقضية ما؟ أقصد هل المهرجانات المتخصصة تستهدف فئات معينة من المجتمع بشكل أساسي لأن منظميها يرون أن الفئات هذه في هذا التوقيت في حاجة إلى مساحات خاصة بهم أكثر ليتشاركوا فيها اهتماماتهم و يقابلوا أفراداً آخرين يشبهونهم
أثناء
مجموعة النقاش في الإسكندرية أذكر أن إحدى المشاركات شرحت لنا أن أحد أسباب ذهابها لمركز ثقافي معين في الإسكندرية هو شعورها بعدم الاغتراب هناك. الناس فيه يشاركونها همومها وقضاياها فهي بالتالي تُقدِّر وجود هذه المساحة

سلمى: نذهب إلى الأماكن الثقافية لنشعر أننا لسنا وحدنا وهذا مطلوب لكن غير مفيد إن كانت دائرة النشاط الثقافي في مصر محدودة على فئة تتشابه مع بعضها البعض بالفعل. في النهاية ستصبح تلك الدائرة ضيقة جداً ويمكن بدلا من أن تشعري بالدفء تجدين الأمر يتحول إلى اختناق! الميزة في مهرجان المرأة ليس اهتمامه بسينما المرأة فقط وإنما لأنه مجاني مما وسّع دائرة الجمهور في رأيي. أصبح غير محدود على شريحة معينة من الناس التي تشارك باستمرار في خلق المناخ الثقافي السائد

نور: هل اهتمامكن بتوسيع دائرة الجمهور يؤثر على اختياركن لأماكن العرض؟ ولماذا تخترن العرض في المكان نفسه كل سنة؟

سلمى: أماكن العرض خارجة عن أيدينا في أوقات كثيرة لأن الأماكن المتاحة والمجهزة محدودة وربما يمكن أن يكون لذلك دوراً في جعل دائرة وشرائح التفاعل مغلقة على مجموعات بعينها

أمل: لكن السنة الماضية مثلاً عرضنا في جامعة القاهرة مع نادي سينما في الجامعة ينظمه أساتذة وطلاب وطالبات مهتمين/ات بالسينما وكان حدثاً رائعاً نتمنى تكراره.  وفي رأيي ساعد على الخروج من التوجه لمجموعة ضيقة من الجمهور. ثمة تكوينات مختلفة من الأفلام تجذب شرائح مختلفة وبالتالي تخلق تنوعا في الجمهور. نقول أحياناً “هذا الفيلم سيحبه الناس بالتأكيد” وهناك نوع ثانٍ من الأفلام نعرف أن الإقبال عليه سيكون أقل لكن هناك مجموعة من الجمهور سوف تقدّر عرضه جدا فنقرر عرضه لأن المهرجانات هي أيضا أماكن لاكتشاف أفلام من الممكن ألا نكتشفها بأنفسنا. وأثناء العمل على برنامج متنوع، لا يكون تفكيرنا منصبّاً على إرضاء فئات الجمهور المختلفة بالضرورة وإنما على فتح مناطق مختلفة للتلاقي، أقرب في لحظة لفئة معينة وفي لحظة أخرى لفئة أخرى وبدء نقاش في مساحات التقاطع هذه. وهناك تجربة ثانية هي جزء من المهرجان منذ بدايته وهي ورشة الدقيقة الواحدة. في أمريكا اللاتينية والعالم العربي ورشة الدقيقة الواحدة مخصصة لسيدات لم يتعاملن مع الكاميرا من قبل. يصنعن فيلما مدته دقيقة من دون مونتاج. مدة الورشة أربعة أيام وهي مفتوحة لأية امرأة بشرط أنها لا تملك تجارب سابقة مع الكاميرا. نظمنا ورشة الدقيقة الواحدة في المنيا و أسيوط داخل مصر، وفي بلدان أخرى في العالم العربي وأمريكا اللاتينية. عندما نخرج من القاهرة نحاول التواجد أكثر في القرى ونوفر المعدات – كاميرا وكمبيوتر. الورشة هي أيضاً طريقة لتوسيع دوائر الجمهور من مشاهدات وصانعات للأفلام

 أمل رمسيس مخرجة سينمائية مصرية/إسبانية، ولدت في القاهرة ودرست السينما في مدريد ما بين 2003 و2005. طورت عدد من ورش الفيديو حول العالم مع سيدات كانت الورش أول خبرة لهن في صناعة الافلام. هي مؤسسة ومديرة مهرجان القاهرة لسينما المرأة وكمخرجة لها عدة أفلام من ضمنها “أحلام فقط”)2005)، “الحياة”(2008)، “ممنوع” ((2011، و”أثر الفراشة”(2014)

تعمل سلمى شكرالله في القاهرة كصحفية ومنسقة مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة. حصلت على شهادة الماجستير في الأنثروبولوجيا من الجامعة الامريكية في القاهرة عام 2010

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *